رسالة إلى الدكتور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء السوداني

متابعات-السلطة نت
رسالة إلى الدكتور كامل إدريس رئيس مجلس الوزراء السوداني.
د. إبراهيم الامين
الأزمه التي نعيشها اليوم لا مجال للجدل حولها والدليل ماأحدثته الحرب من دمار وفقدان للأرواح والممتلكات.
الحديث عن أن الحكومات السابقه أخفقت في تحقيق الإستقرار والنهوض، وجاءت الإنقاذ بسياسات عقيمه عمقت الفوارق بين الناس وخلخلت البنية الإجتماعية وشوهت أسس التماسك الإجتماعي ، هنا تبرز أهمية الحوار بهدف إيجاد مخرج من الأزمات، والوصول إلى معادلة جديده لحكم البلاد وفق عقد إجتماعي جديد.
السيد رئيس الوزراء رجل مستقل وليس له أي إنتماء حزبي وهذه ميزه…. وهو أيضا مؤهل علميا ودبلوماسيا وصاحب تجربة واسعه في مجال نحن في أشد الحاجه إلى صياغة علاقات معه ، والعقد الإجتماعي الذي تسعى القوة الخيره في السودان الى إنفاذه هو إتفاق يكتبه حكماء المجتمع وعقلائه، ويهدف بناء مجتمع العدالة والمساواة.
الحرب في السودان جاءت نتيجه لغياب التوافق للوصول إلى نظام سياسي مقبول شعبيا وقابل للإستدامه ، ومن تجاربنا السابقه كانت كل الإتفاقيات بين القوى السياسيه والمدنيه ضعيفه ومتأرجحه وقابله للنقد والانقلاب عليها.
المطلوب من الدكتور كامل إدريس في هذه المرحله الحساسه والحرجه أن يجري سلسه من المشاورات مع مختلف مكونات المجتمع للإستفاده من خبراتهم ولضمان التعاون في كل مايخدم المجتمع. نحن محتاجون لرؤيه ولإسلوب حضاري جديد يحكم العلاقه بين الحاكم والمواطن.
كتب المفكر فاروق القاسم رسالة على درجه عالية من الأهميه هي :_ لاتحدثني عن بلد أهله مشحونون بالقبليه والجهويه والمناطقيه والحقد والحروب.
وفي عالم الشعوب المتقدمه وهي التي تستثمر في الإنسان فهو الإستثمار الناجح والأكثر ربحا ، الخروج من الازمه يحتاج إلى قيادات مؤهله ومقبولة ومتواضعه ويحتاج أيضا إلى مجتمع متماسك السياده فيه للقانون ، فالسودان لكل السودانيين على إختلاف توجهاتهم الفكريه والسياسيه ، وعلى السيد رئيس الوزراء أن يستوعب السودان القاره وأن يعمل على مايجمع الناس ويوحدهم.
إن إختيار رئيس لمجلس الوزراء يعتبر تكملة للدور الوطني الذي قامت به القوات المسلحه والشعب السوداني، وعلى الحكومه أن تطرح برامجها ، وتدخل في حوارات مفتوحه وعقلانيه مع المواطنين لتكسب المزيد من الجماهير وأن تختفي من الساسه والإعلام اللغه المنفرة.
فمن حق أي مواطن أن يختلف وأن يدافع عن موقفه بأسلوب حضاري،وعلى الحكومه أن تحدد بوضوح البرامج التي تنوي تنفيذها.
وأن يحدد المدى الزمني للحكومه ومواعيد للإنتخابات العامه.
نقطه أيضا مهمه وهي عدم الربط بين الموقف من الحكومه والتشاور المفتوح مع كل المواطنين.
يجب أن يتم التركيز في إختيار القيادات على الشباب والمرأة وسكان الريف.
شارك هذا الموضوع