بين قرنق وحميدتي – شعلة نبراس تضيء السودان

بين قرنق وحميدتي – شعلة نبراس تضيء السودان
متابعات – السلطة نت
بقلم د/ قرشي الطيب السماني الشيخ عبد المحمود
في ذاكرة الأوطان رجال تصنعهم المبادئ قبل المناصب ويجمعهم الصدق والوضوح والأمانة وحب الأرض وإنسانها قبل السلطة.
هكذا يطل علينا التاريخ السوداني المعاصر من نافذتين إحداهما تحمل ملامح الدكتور المناضل جون قرنق دي مبيور الذي غيّبه الموت فبقيت سيرته حيّة في الضمائر.
والثانية تجسد شخصية الفريق أول محمد حمدان دقلو الذي يحمل شعلة النضال في زمن الظلام ثابت الخطى شامخ العزم ويذود عن السودان بشرف الكلمة وثبات الموقف ثم بقوة السلاح دفاعاً عن النفس ليتطور الوضع بعد ذلك إلى انتفاضة ثورية شعبية مسلحة لا تقبل إلا بإعادة تأسيس السودان بأسس عادلة ونظام حكم فيدرالي مدني ديمقراطي رشيد .
لقد كان د جون قرنق صريح الكلمة واضح الموقف لا يساوم على الحق ولا يهادن في قضية الوطن. وظل محمد حمدان مرآة للصدق والنزاهة يحمل قلباً عامراً بحب السودان يذود عنه كما يذود الفارس عن حياضه ويرفض أن تبتلع أرضه موجات الفساد أو أن تذلها أيادي البغاة.
كلاهما أدرك أن الوطن لا يُبنى على ركام الظلم ولا ينهض على أعمدة الطغيان وأن الفئة الباغية التي تتخذ من كراسي السلطة عروشاً ومن الشعوب وقوداً لمطامعها لا بد أن تُواجه بصلابة وحزم بالرغم من أن وراء هؤلاء الطغاة أموالاً مهولة ودولاً تدعمهم وتدعم الإرهاب والارهابيين في كل العالم ولا تريد بالسودان خيراً وجنوداً للشر يفسدون في الأرض لكن إرادة الإصلاح كانت أقوى من سهام الباطل
لقد وحدتهما القيم الكبرى- الصدق الذي لا تزيغه الأطماع والأمانة التي لا تخونها المغريات وحب الوطن الذي يعلو على كل انتماء ضيق. وفي سعيهما للسلام حقناً لدماء السودانيين لا ضعفاً كانا كأنهار ووديان السودان إذ التقيا يحملان الخير والخصب والتاريخ التليد والنهضة المستقبلية يفيضان على الأرض التي أنهكتها المعاناة.
وما أراد الرجلان إلا أن ينهض السودان من كبوته متوشحاً برداء العدل متزينا بتيجان التنمية مستقبلاً فجر الحرية بعيداً عن قيود المستبدين.
إنهم حلموا بوطن تُزرع فيه الكلمة الطيبة كما تُزرع سنابل القمح والذرة الرفيعة والدخن وتُحصد فيه وحدته كما يُحصد الذهب والمعادن الثمينة من أرضه النقية
واليوم بينما رحل قرنق جسداً وبقي روحاً خالدة يقف الفريق أول محمد حمدان حميدتي يحمل الشعلة التي لا تنطفئ ويُذّكر الأجيال بأن النضال لا يموت وأن حب الوطن لا يشيخ وأن الإصلاح رسالة لا يوقفها إلا مطلع الفجر.
هم الرجال فلا الليل يُطفئ عزمهم ولا الريح تُسقط رايتهم
إذا قالوا فعلوا وإذا وعدوا أوفوا
وبحب السودان ارتشفوا الخلود
شارك هذا الموضوع