مقالات

الطالبة ترسم الحقيقة – هل التعليم صار أداة قمع؟ قضية عائشة تفضح النظام التربوي  

الطالبة ترسم الحقيقة – هل التعليم صار أداة قمع؟ قضية عائشة تفضح النظام التربوي

متابعات – السلطة نت

بقلم : شعب كامل

في بلد أنهكته الحرب، وابتلعته الانقسامات، خرجت عائشة حماد عبد الرحمن عبد القادر من بين الركام، لا لتطلب صدقة من العدالة، بل لتطالب بحقها الكامل في الاعتراف، في الإنصاف، في أن تعامل كإنسانة متفوقة لا كملف إداري يُطوى في مكاتب الكنترول.

 

عائشة، التي أحرزت درجات فوق الـ90٪ في معظم المواد، اتُهمت بالغش في مادة الأحياء، رغم أنها تعاني فقط من ضعف في البصر ، لا من فقدانه ، جلست ترسم داخل بيتها، لا لتبهر الوزارة، بل لتثبت أنها ترى، تفهم، وتتفوق ، لكن هل كانت تحتاج للرسم؟ لا درجاتها وحدها كانت كافية لتسكت كل من شكك، وكل من تواطأ، وكل من قرر أن يدفن النبوغ تحت تراب البيروقراطية.

 

هذه ليست قضية طالبة فقط، بل قضية رأي عام ،قضية وطن يعاقب أبناءه لأنهم يحلمون.

الامتحانات التي أُجريت فقط في مناطق سيطرة الجيش، بينما حرمت ولايات كاملة من الجلوس بحجة أنها تحت سيطرة الدعم السريع ، ما ذنب هؤلاء الطلاب؟ هل هم من سلحوا الدعم السريع؟ هل هم من قاتلوا في ضخوم كردفان ودارفور ؟ هل هم من انقلبوا على الحكم المدني في 25 أكتوبر؟ لا. ذنبهم الوحيد أنهم أرادوا حياة كريمة، تعليمًا نزيهًا، وعدالة في توزيع الوظائف، وفرصًا في مؤسسات الدولة.

 

الوزير الذي يقف اليوم على رأس وزارة التربية، لا يملك شرعية ولا رؤية، سوى المكابرة وظلم الآخرين. عليه أن يستقيل اليوم قبل الغد. لأن وزارته لم تحم عائشة، ولم تحم آلاف الطلاب الذين حرموا من حقهم في التعليم، بل ساهمت في تعميق الجراح.

 

نحن خلفك يا عائشة. لا تهابي شيئًا. نورك سطع، ودرجاتك أبهرت الجميع أنت لا تحتاجين للغش، بل تحتاجين لوطن يعترف بك الوزير نفسه ، لا يستطيعون أن يحرزوا ما أحرزته. لأنك ببساطة، لست مجرد طالبة، بل رمز للحق، للعدالة، وللأمل.

 

الظلم ظلمات، لكن الله لا يترك المظلومين. وغدًا، حين يفتح ملفك في قاعة التاريخ، سيكتب فيه: “هنا وقفت عائشة، فانهار الصمت، وبدأت العدالة”.

 

إن غدًا لناظره قريب.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى