رسالة من الخرطوم الي تيفاني حكاية حرب والذاكرة المنهوبة

رسالة من الخرطوم الي تيفاني حكاية حرب والذاكرة المنهوبة
متابعات – السلطة نت
يكتب عزمي عبد الرازق من قلب الخرطوم، مدينة تتأرجح بين الفوضى والحياة، حيث تختلط رائحة العشب الطري بدماء الشهداء تحت الجسر، وتظل الأماكن القديمة شاهدة على مقاومة لا تنطفئ. يستحضر الكاتب أسماء الشجعان الذين ضحوا في القرى والمدن والشوارع، مؤكداً أن هذه الحكاية ليست مجرد سرد، بل شهادة على حرب فرضت على الشعب السوداني.
يصف مشاهد المطر الذي يشبه دموع نساء الفاشر، والبيوت التي تتنفس تحت الدماء، والمفقودين الذين لا يعرف أحد مصيرهم بعد الهجمات، في صورة مأساوية تعكس حجم الكارثة الإنسانية. ويشير إلى دور القوى الدولية في إشعال الحرب ونهب الذهب والآثار، وتدمير الجامعات والمتاحف، وإجبار الناس على النزوح بعيداً عن أرضهم.
ورغم الأسى، يعلن يقينه بالنصر واشتياقه للعودة ولمّ شمل الأهل، مستشهداً بأشعار الفيتوري وابن البادية، ليؤكد أن الحزن الأكبر لا يُقال، لكنه يُعاش. وفي سياق نقد سياسي، يصف الرئيس الأمريكي السابق بصورة ساخرة، باعتباره رجلاً حول الحياة إلى صفقات، مشيراً إلى دور السعودية في دعم السلام بالسودان، ومعبّراً عن أمله في نهاية الكابوس.
الرسالة في جوهرها ليست مجرد بوح شخصي، بل شهادة سياسية وإنسانية، تكشف عن مأساة شعب يواجه الحرب والنهب والتهجير، وتضع المسؤولية أمام العالم الغربي، في محاولة لإيصال صوت الضحايا إلى من لا يسمعهم.
شارك هذا الموضوع











